من اطيب وجبات السمك في دهب، النظافه والمعامله والجو اللطيف والصاله المكيفه علشان تهرب من حراره الجو. لازم تجربوا علشان تعرفوا انا بتكلم عن ايه

هذا المشوار اليومي الذي كان يقطعه عميد الرواية العربية نجيب محفوظ يوميا من منزله في العجوزة على النيل إلى مقهى علي بابا في قلب ميدان التحرير قاطعا كوبري قصر النيل منذ الصباح الباكر كل يوم , كانت رحلة نجيب محفوظ اليومية والتي استمرت اكثر من خمسة عشر عاماً حديث الشارع المصري وقتها وحتى أن باعة الصحف والباعة الجائلين وشرطي المرور كانوا يعرفون مواعيده تماما ويصافحونه في الذهاب والإياب ولم تنقطع تلك الرحلة إلا عندما اعتدى أحد الجهلة على نجيب محفوظ عام 1994 وقد سببت تلك الحادث على سمع ونظر نجيب محفوظ فجعلته شبه قعيد لا يتحرك ولا يستطع الكتابة فأحضر من يكتب له ومن يقرأ له وهو صبري محمود بل وبدأ في تعلم الكتابة من جديد حتى أن محمد سلماوي يقول زرت نجيب محفوظ فوجدته سعيدا وسألت عن السبب فقال لقد بدأت أكتب على السطور بانتظام دون ان تنزل الحروف من السطور فدمعت عيني سلماوي وقال استاذ الرواية العربية يبدأ من جديد في تعلم الكتابة كالأطفال . لم تكن مقهى علي بابا هى الوحيدة التي يرتادها نجيب محفوظ ولكنها كانت للخلوة بنفسه يوميا لمدة ساعتين يشرب فيهما فنجان قهوة ويقرأ بعض الصحف وقلما يتحدث لأحد وكانت له لقاءات عدة مع شباب القراء في مقاهي آخرى مثل مقهى ريش ومقهى قصر النيل وغيرها ولكن علي بابا كانت لنفسه أو للقاءات خاصة لأخذ حوارات صحفية مثل التي حصل عليها يوسف القعيد ورجاء النقاش .فقد كانت الحوارات مع نجيب محفوظ لها طابعها الخاص وذلك لأن نجيب محفوظ منذ مطلع الخمسينات اتخذ لنفسه منهجا وهو ألا يكتب سوى أدب فقط ولم يكتب مقالات نقدية أو سياسية او اجتماعية أو عن أي نوع من الكتابات الأخرى سوى القصص والروايات وبعض المسرحيات بعكس معاصريه مثل توفيق الحكيم ويوسف إدريس والعقاد وطه حسين واحسان عبدالقدوس وغيرهم ممن كانوا يكتبون سياسة واجتماع ونقد أدبي وغيرها لكن نجيب لم يكتب سوى أدب سردي فقط حتى أنه حين تعاقد مع بعض الصحف مثل الأهرام ونصف الدنيا كانت كتاباته عبارة روايات ينشرها على هيئة حلقات أو قصص قصيرة وهكذا ولم يكتب في تلك الفترة الطويلة مقالات إلا نادرا جدا تكاد تعد على أصبع اليد منها مقالا يرد فيه على العقاد حين قلل العقاد من شأن الرواية وقال أن بيتاً واحداً من الشعر أهم وانجع وأغزر معاني من رواية كاملة مما أثار كلام العقاد نجيب محفوظ فرد عليه بمقالة وكتب أيضا نجيب محفوظ مقالا في مطلع السبعينات ردا على أزمة الكتاب التي حدثت في أوائل عهد انور السادات ولذلك كانت الحوارات مع نجيب محفوظ هى الوسيلة المثلى لمعرفة رأيه في مختلف القضايا والأحداث والأشخاص .. رح الله نجيب محفوظ مهما اختلفت معه سياسيا فيظل قامة فكرية وأدبية لا يمكن تجاهلها حتى أن الكتاب في الغرب يقولون نقرأ روايات نجيب محفوظ كما أننا نقرأ كتاب وصف مصر .